تابعي الاثر

الخميس، يناير 20، 2011

بطانية فتاح باشا

في البدء كان يدعى معمل نسيج (العبَّ خانه) وهو أول مؤسسة بسيطة للصناعة أقامها المصلح العثماني مدحت باشا 1868-1871 في بغـداد. ثم أعقب ذلك ما عُـرف (بمدرسة الصنايع) حيث تلقى البغداديون أوائل العلوم عن الصناعة الحديثة....
وكانت السنوات القليلة التي قضاها مدحت باشا في بغـداد كفيلة بإدخاله التاريخ الوطني العراقي من أوسع أبوابه الإصلاحية؛ وهو درس مهم لأولئك الذين يرون التغيير يحدث بعشرات السنين بل بمئاتها! من اجل مزيد من (ألخدّه و الخدر) كما هو المثل العراقي...
ويُعْـرَف عن العراقيين ولعهم الخاص بالصناعة على الرغم من كونهم شعبا زراعيا منذ آلاف السنين. فالزراعة واحدة من اختراعاتهم.
هكذا عرف العراقيون صناعة النسيج من جديد في وقت قياسي 3 سنوات، بعـد أن غادروها في أواخر العصر العباسي الثاني حيث كانوا من أبرع الأمم فيها.
وقبل أن يستعمل العراقيون لفظ (بطانية) الذي ساد بعـد ثورة 1958الوطنية، كان البغـداديون والبصريون وربما الموصليون أيضا يسمون البطانية بلانكيت

blanket

وهي من مستوردات( أبو ناجي) طبعا...ا

وكان معمل فتاح باشا قد أتحف العراقيين بأعداد لا تحصى من (البلانكيتات) من نوع فتاح باشا ذات الجودة العالية، حتى كان العـراق يصدّر الفائض منها إلى الدول المجاورة في ذلك الزمن...ا
والعـراقي بكل اعتزاز لم يكن يستعمل البطانيات الأجنبية لأنها كانت الأردأ قياسا ببطانيات فتاح باشا العراقية البغدادية علامة الجودة العراقية العالية بدون الرجوع إلى أي تقييس وسيطرة نوعية...ا


اما القصة التاريخية فيقولون يامحفوظ السلامة والبقا

في سنة شحت بها الموارد وفد احد الوجهاء على الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور طالبا منه المعونة المادية والمساعدة على متطلبات الحياة.والمنصور المعروف بالبخل رغم اتساع دولته وسعة ملكه سأل الوافد: كم بنت في بيتك؟ فتصور الرجل ان قلب الخليفة رق له وسيهبه مالا كثيرا لاعاشة بناته فقال الرجل: ثلاثة يامولاي وامهمن .فصمت المنصور طويلا ثم رفع راسه وقال له:
انت لست فقيرا انما انت من الاغنياء.
فاستوضح الرجل: كيف يامولاي وانا لااملك شروى نقير.
فقال المنصور في بيتك اربعة مغازل تدر ذهبا لو شئت او فكرت بالذي يقبع في بيتك من دون ان تفكر بالاستفادة منه.. اذهب الى بيتك واشتري مغازل بعدد النساء وستجد انك غني وليس بحاجة لعطايا وهبات الخليفة او غيره. وفعلا ذهب الرجل بعدما يأس من كرم الخليفة واريحيته واشترى مغازل لبناته وبدأت المغازل تدور في بيته محولة الصوف الى اردية وملبوسات ولفرشة واغطية ولم يحفظ لنا التاريخ اسم ذلك الرجل او تستمر صناعته الصوفيه لنعرف اسمه مثلما عرفنا اسم (فتاح باشا) الصناعي الذي انتج لنا اروع واجمل البطانيات العراقية
وكان معمل فتاح باشا قد أتحف العراقيين بأعداد لا تحصى من (البلانكيتات) من نوع فتاح باشا ذات الجودة العالية، حتى كان العـراق يصدّر الفائض منها إلى الدول المجاورة في ذلك الزمن...
والعـراقي بكل اعتزاز لم يكن يستعمل البطانيات الأجنبية لأنها كانت اقل جودة قياسا ببطانيات فتاح باشا العراقية البغدادية فخر الصناعة العراقية العالية.
وكان (سليمان فتاح باشا) قبل أن يفتح معمله الشهير في بغداد معمل (فتاح باشا) الشهير للبطانيات العـراقية ضابط مدفعية وصل إلى رتبة لواء في الجيش العـراقي…ا
وكان في الوقت نفسه من افخر الصناعيين العراقيين في عصره والشهادة على ذلك تلك البطانيات الرائعة التي كانت تغطي العـراقيين حتى وقت قريب...ا
ذهب فتاح باشا إلى ألمانيا عام 1926 وجلب لأول مرة معـدات ومكائن نسيج مستعمله منها، وأقام معمله وسـط بستان، حيث افتتحه الملك فيصل الأول بنفسه...ا
فتعـرّف البغداديون إلى صناعة النسيج من فتاح باشا حتى أصبح رمزا للصناعة الوطنية أيضا طوال القرن العشرين...ا
وقد ألقت سلطات الاحتلال البريطاني وقتذاك القبض على فتاح باشا المعارض لها ونفته إلى (جزيرة هنجام) في الخليج العربي إبان ثورة عام 1920م
كانت تلك الجزيرة مأوى للوطنيين العراقيين المعارضين الأوائل ممن قاتلوا الانكليز بضراوة.. وكان فتاح باشا واحدا منهم. لم يكن رجلا صناعيا فقط ولكن وطني (قح) كما يود أن يصفه (البغادة) من جيله
ولم يتوقف فتاح باشا عن تقديم خدماته لوطنه كصناعي حيث أسس (شركة المنصور) التي قامت بإنشاء مدينة المنصور الحالية والتي تعـدّ واحدة من أرقى الأحياء في العاصمة...ا
ثم تعددت مواهب فتاح باشا واستطاع أن يسجل أسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المصلحين العراقيين حتى بعـد قيام حكومات ما بعـد ثورة 1958وتأميم شركته عام 1964.
ويبقى اسم فتاح باشا خالدا في ذاكرة العراقيين لما قدم هذا الرجل لوطنه من خبرات وتطور وحقق لهم اكتفاء ذاتي في مجال البطانيات التي كانت تسمى في بغداد (بلانكيت) وكان يصدر الفائض منها الى دول الجوار. 


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






ترى هل بقي لدينا شيئا من الجودة الآن!؟

وكان سليمان فتاح باشا قبل أن يفتح معمله الشهير في بغداد معمل فتاح باشا الشهير للبطانيات العـراقية "المعتبرة" ضابط مدفعية وصل إلى رتبة لواء في الجيش العـراقي…ا

لكنه كان في الوقت نفسه من افخر الصناعيين العراقيين في عصره.. كيف لا وقـد كانت بطانياته تغطي العـراقيين حتى وقت قريب...ا
ذهب فتاح باشا إلى ألمانيا عام 1926 وجلب لأول مرة معـدات ومكائن نسيج مستعمله منها، وأقام معمله وسـط بستان، حيث افتتحه الملك فيصل الأول بنفسه...ا


ترى لِمَ اختار فتاح باشا المكائن الألمانية.. ولـِمَ كان يذهب إلى بريطانيا التي كانت تحتل العـراق وقتئذ!؟
لا يكمن السبب في الاقتصاد أو الصناعة الأفضل.. بالطبع لا؛ بل في منهج فتاح باشا نفسه المعـادي للاحتلال الإنكليـزي...ا
فتعـرّف البغداديون إلى صناعة النسيج من فتاح باشا حتى أصبح رمزا للصناعة الوطنية أيضا طوال القرن العشرين...ا
كان فتاح باشا وطنيا حقيقيا معارضا للاحتلال البريطاني لذلك فقد ألقت سلطات الاحتلال وقتذاك القبض عليه ونفته إلى (جزيرة هنجام) في الخليج العربي إبان ثورة عام 1920م...ا

كانت تلك الجزيرة مأوى للوطنيين العراقيين المعارضين الأوائل ممن قاتلوا الانكليز بضراوة.. وكان فتاح باشا واحدا منهم. لم يكن رجلا صناعيا بل وطني (قح) كما يود أن يصفه (البغادة) من جيله...ا
ولم يتوقف فتاح باشا عن تقديم خدماته لوطنه كصناعي حيث أسس (شركة المنصور) التي قامت بإنشاء مدينة المنصور الحالية والتي تعـدّ واحدة من أرقى الأحياء في العاصمة...ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق