تابعي الاثر

الأحد، ديسمبر 29، 2013

جوازات سفر وعطور عظماء ومشاهير

جواز السفر بإمكانه أن يقول الكثير عن صاحبه: الأماكن التي ذهب إليها، مدى حفاظه على رباطة جأشه أمام آلة تصوير تلتقط له صورة في أسوأ حالاته. ويجيبنا أيضًا عن سؤال مهم: هل ذهب إلى كل البلدان العظيمة التي قام بوصفها في رواياته؟
كل هذا مشوّق ويحفّز على اكتشاف المزيد من العوالم التي عاشها عـظماء الكتّاب. ويجعلنا نفكّر هل مات المؤلف فعلًا؟ أم أنه مازال يغرينا بالبحث عن كتابة أخرى مفقودة، كتابة يوميّة تتوارى خلف تفاصيل الكاتب السريّة البعيدة عن أعين القارئ.

هذه بعض جوازات سفر الروائيين التي وجدت في المتاحف وضمن مقتنياتهم الشخصية في منازلهم التي سكنوها:
image
جيمس جويس - جواز سفر عائلته خلال فترة الحرب
image
فرنسيس سكوت فيتزجيرالد
image
ترومان كابوت
image
إرنست همنغواي
image
فيرجينيا وولف
هل جرّبت يومًا شعور الجلوس في مكتبة عتيقة وأمامك صفحات صفراء مليئة بالغبار لكتّابك المفضلين؟ شكسبير، إدغار آلان بو، جورج أورويل، همنغواي. هذا المزيج الساحر من أرواح الكتّاب الموتى يجعلك ترغب في وضع كأس الشاي على الأرض والجلوس بين أكوام الكتب والتنقيب فيها بشغف ودون توقّف.
image
هذا العطر بإمكانه أن ينقلك إلى قلب التجربة، التجربة المحشورة داخل زجاجة مستوحاة من رائحة الكتب القديمة وأجواء المكتبات. تحتوي الزجاجة على مزيج مثير للمخيّلة: شاي أسود، نجيل الهند العطري، قرنفل، مسك، فانيلا، نبات رقيب الشمس، تبغ.
وبإمكانك طلب هذا العطر فعلًا عن طريق هذا الموقع، لتحصل عليه.
http://www.etsy.com/shop/SweetTeaApothecary?section_id=11288357
وبسبب إلهام هذا العطر، ستتصوّر عند استنشاقه تفاصيل مكان قديم جدًا، وربما رجل مسن عليه معطف مثقل بالغبار، يستخدم قلمًا من الريش ليكتب سونيتة أو قصيدة. وسيجعلك تتساءل كيف لعطور الكتّاب الموتى أن تكون؟ إليكم بعض الأفكار لعطور نتخيّلها لكل كاتب من هولاء:
image
آن سيكستون: فودكا مارتيني، تبغ، زهرة الليمون، نعناع.

image
إرنست همنغواي: ماء مالح، خميرة، جوز هند وليمون، دخان سيجار، نبيذ إسباني.

image
جين أوستن: شاي دارلينغ، أزهار ثلجيّة وأزهار الثالوث (بعض الأزهار من حديقتها)، مرج عشب. 

image
إدغار آلان بو: زهرة الخشخاش، أفسنتين، خشب الصندل، فطر.
image
الأخوات برونتي: هواء البحر، زهرة الربيع، شاي أسود.

image
ليو تولستوي: فودكا، مسك، شاي أسود، فلفل أسود، أرز.

image
سيلفيا بلاث: ملابس نظيفة من الكتّان، فانيلا، أزهار النرجس البري، لافندر.

image
تشارلز ديكنز: قرنفل، تبغ، زيت البتشول، ماء النهر.

منقول من مدونة الكاتب السعودي " محمد الضبع "

السبت، يوليو 13، 2013

سقراط و فيدروس

يقول سقراط ... لفيدروس وهو يحاروه ... هل تعرف يا فيدروس أنّ العجيب في الكتابة هو أنها تشبه الرسم إلى حد بعيد؟ إن عمل الرسام يطالعنا كما لو أن اللوحات حيّة تنطق، إلا أنك عندما تستجوبها تحافظ على صمت أزلي !


الحوارات السقراطية







 



اللوحة / سقراط يسحب سيبياديس من أحضان اللذة الحسية

nb pinacoteca regnault socrates dragging alcibiades from the embrace of sensual pleasure 1785

المرأة الباكية بيكاسو



المراة الباكية Weeping Woman
....بيكاسو
هذه المرأة هي أحد صديقات بيكاسو العاشق، هي الشهيرة دورا مار، وقد رسمها بيكاسو في أكثر من لوحة، ولكن هذه اللوحة المولودة عام 1937، لها طابعها الخاص، تاريخها الخاص، كالكثير من لوحات هذا المبدع.
اللوحة جمالها كالسر الذي يحتاج للاكتشاف، يحتاج للألم والمعاناة قبل أن نشعر به ونلمسه، فيتسرب من خلال أصابعنا وأطرافنا ليسكن هناك داخل قلوبنا بطعم يحمل المرارة.






لنتأمل اللوحة من جديد، ونحاول أن نكتشف تلك الأوضاع السياسية في أسبانيا موطن بيكاسو وكيف كانت مضطربة وتسودها الحروب، إن هذا الوجه وتلك الألوان وذلك الألم الذي يصرخ من داخل اللوحة يشعرنا بذلك.
ولعلنا بمزيد من التأمل نستطيع أن نتهم بيكاسو بالمرض والاضطراب النفسي وربما يكون مصابا بصداع في الرأس ليقوم برسم هذه اللوحة التي تشير بذلك، فتحات العينين السوداء تدلان على ذلك، وانشطار الرأس، والدموع واليد الممسكة بالمنديل، وفمها الذي تصطك أسنانه من شدة الألم.

بيكاسو.. بيكاسو هذا المبدع المجنون ورغم المعارضة والسخرية التي واجهت أعماله عند ولادتها، إلا أنه أستطاع أن يفتح أفاقا جديدة للفن التشكيلي، وأن يؤسس لبناء مذهب جديد، إنها التكعيبية.

وسريالية هذه اللوحة وفق بناء تكعيبي لا ينتهي، فألوانها الصاخبة الحادة تشعرنا بالقلق، القبعة التي تغطي رأس مار بلونها الأحمر يعيدنا لتذكر حالة الاضطراب التي عاشتها أسبانيا، والمنديل الزجاجي الذي تمسكه يجعلنا أمام مفترق طرق، فتقشعر أجسادنا عند التأمل ومحاولة مواصلة سلوك هذا الطريق، سنشعر بوقع الزجاج داخل أعماقنا.





 


عينان مختلفتان في موقعهما أحدهما أعلى من الأخرى، وهنا تنبثق رؤية تحليلية تشير لاختلاف في الرؤية والمعرفة، وربما الحقيقة.
هل رأيتم الدموع؟
مؤلمة هي داخل لوحة مليئة بالألم، مليئة بالقلق والدم، والألوان العليا تختلف عن الألوان السفلى، وهل ينشطر العالم في هذه اللوحة؟
جميع التفاصيل داخل هذه اللوحة توصلنا لعملية الاستنتاج التي لا تنتهي.
الأشكال الحادة، الجدار الأصفر، الوردة الزرقاء، الأسنان البارزة المصطفة، اللون الأخضر الفسفوري..

ثور بيكاسو والغيرنيكا

الثور من ضمن غيرنيكا موجود الان في متحف نيويورك رسمها بابلو بياسو عام 1945 أبان الحرب في اسبانيا
Bull, state VII, variant, 1945
Pablo Picasso (Spanish, 1881-1973

 
هناك تاويلات عن رمزية الثور وراسه وعينيه ففي تاويل له بان رأس الثور بعينيه المفتوحتين والذي يرمز للقوة الوحشية ماهو الا القوة الكامنة في الثائر الاسباني وعلى فكرة جدارية الجيرنيكا او غرنيكا ماهي الا نتاج لعدة جداريات كانت هذه هي صورتها الاخيرة من عشرات المحاولة التي رسم بها بيكاسو ثم غيرها متماشيا على حسب ماكان يطرأ على الساحة حينذاك من تطورات فقد رسم لها أكثر من خمسة وأربعين عمل مائي وبالفحم ايضا قبل أن يشرع في عملها جدارية تجاوزت لوحة بيكاسو ثمانية أمتار طولا ً وأكثر من ثلاثة أمتار عرضا

 

موت فراشة العث فرجينيا وولف

ليس هناك فرق بين الأقوياء والضعفاء , كلهم يموتون بأيما طريقة
"موت فراشة العث "
.........................................
تلك هي سطوة الموت التي تهزأ بكل المحاولات للبقاء





جثمان نابليون بونابارت في المتحف العسكري بباريس ليزأنفاليد
Les Invalides
داخل هذا المبني قبر نابليون وقبور مجموعة من القادة العسكريين (فوش ، فوبان ...) ، وبعض أفراد أسرة نابليون بونابرت, وغير بعيد عن الأنفاليدز ، يوجد مقر متحف النحات رودان و هوتيل ماتينيون مقر عمل رؤساء الوزارات الفرنسية منذ سنة 1959, بعد سبع سنوات من المفاوضات الهامة مع الحكومة البريطانية ، وفى عام 1840 تم إدخال رفات نابليون بونابرت الى ليزأنفاليد ، وذلك بعد أن أرسل لويس فيليب إبنه (أمير جوانفيل) الى جزيرة سانت هيلين على متن الفرقاطة (لابل بول)، وبوصوله فى 8 أكتوبر 1840 ، تم فتح القبر والتابوت لمدة دقيقتين حيث بدي جثمان الأمبراطور المتوفى منذ تسعة عشر عاما فى حالة حفظ جيدة, وتم نقل الجثمان عبر الهافر ، ثم نهر السين ، وصولا الى كوربفوا قرب باريس, وأقيمت الجنازة الرسمية فى 15/12/1840 ، وعبر النعش المحمول على عربته قوس النصر ثم جادة الشانزاليزيه وصولا الى ليزانفاليد, وعرض جثمان الأمبراطور لمدة ثلاثة أشهر ، بإنتظار بناء القبر الذى تولي تصميمه المهندس فيسكونتى ، ليستقر به الجثمان رسميا فى 3/4/1861 ، تحت مركز قبة المجمع تماما, والمكان بالطبع فى غاية الأبهة والجمال ، وتم وضع الجثمان فى ستة نعوش متداخله ، أولها ، وهو الذى يضم الجثمان مباشرة من الحديد الأبيض ، والثانى من الأكاجو (خشب يميل الى الإحمرار) ، ثم الثالث والرابع من الرصاص ، والخامس من خشب الأبنوس ، والأخير من خشب البلوط.



من عجائب جزيرة رودس

يقال بان في جزيرة رودس باليونان كان هناك تمثال كبير من البرونز عام 280ق. م ليس موجود الآن بل بيع منذ زمن كقطع من المعادن والأشياء الثمينة وهو كان موجود في جزيرة رودس في اليونان حاليا وهو عبارة عن فارس يحمل مشعلاً باليد اليسرى وقوس ونشّاب في اليد الأُخرى مباعدا بين قدميه لتمر السفن البحرية بين قاعدتيه ارتفاع حوالي 50 م دمر التمثال بعد 65 عام بواسطة زلزال أصاب المنطقة بكاملها عام284 ق. م ومن كبر الحجم تكون الأصابع أكبر من تمثال في هذا العصر وكان من داخله درج حلزوني من القاعدة إلى الرأس ويقال أن أهل الجزيرة كانوا يضعون النار في عيون التمثال لتهتدي السفن في البحر وبالمناسبة جزيرة رودس أحد الجزر المهمة والسياحية الجيدة في بلاد اليونان حالياً.
رودس (باليونانية: Ρόδος) هي جزيرة تقع في اليونان. تعرف الجزيرة تاريخياً بكونها موقع تواجد أبولو رودس سابقاً، وهو أحد عجائب الدنيا السبع. تقع بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا، في منتصف المسافة بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص. تعد رودس أبعد الجزر الشرقية بالنسبة لليونان وبحر إيجة. تبعد عن غرب تركيا بحوالي 18 كلم. في عام 2001 بلغ عدد سكانها 117792 نسمة، منهم 55 إلى 60 ألف يعيشون في مدينة رودس.يقدر عدد المسلمين ب 3500 مسلم.

اما التمثال المرفق فهو عبارة عن نصب وقتي لراس ساندي في ذات الجزيرة 







Stock Photo - Fragment of a sandy figure at an exhibition "Seven miracles of the world". A colossus Rodossky - a huge statue which stood in a seaport on Rhodes — island in Aegean sea, in Greece. The exhibition passes the Moscow state university in the Botanical garden

(حبل النجاة) للفنان هومر وينسلو The Lifeline


اللوحة تُدعى (حبل النجاة) The Lifeline للرسام هومر وينسلو Homer Winslow..اللوحة تصورُ رجلاً يعمل في إنقاذ الغرقى، و هو يمسك بجسد غريقة ما، و يتدلى معها من حبل النجاة فوق المحيط الهائج. أهم ما في اللوحة هو المنديل الأحمر الخاص بالمرأة الغريقة، إذ أنّ الرسام استخدمه هنا كي يخبئ وجه المنقذ عن مشاهدي اللوحة، و بهذا يعطي الرجل المنقذ ماهيته الضرورية لفهم اللوحة: الرجل الذي سوف يبقى مجهولا في حيوات الأشخاص الذين يقوم بإنقاذهم لوحة حزينة، و أفكار كثيرة، كلها يختصرها اللون الأحمر لمنديل الغريقة! 



 







Winslow-Homer
The Life Line Philadelphia Museum of Art Philadelphia

رسالة حب منمنمة " هنري ماتيس "



رسالة حب منمنمة " هنري ماتيس "
رسم ماتييس على مغلف هذه الرسالة رسوم تشي بالحب وهي من الرقة التي تجعلك تخمن مابها من عذوبة فنان بهذا العمق ماذا عله يكتب للحبيبة غير رسوم وزركشات هي وحدها تعرف كنها .رسالة كهذه لا تضلّ طريقها من أرض الأحلام، وتظلّ ترسل نفسها كربيع متكرّر إلى العالم رسالة حبّ من مغلّفها! بل يكفي مغلّفها لتكون رسالة حبّ.وصلني معناها منذ أن وقع بصري عليها، وقرأتها من وراء الظرف مئات المرّات دون أن أفتحها أو ألمسها حتّى ولفرط امتناني لفنّانها العظيم، أعيدها مجازًا إليه، إذ لا أعرف رسالة أجمل منها.
وهو الذي رسم في طفولته على صحن محاولة أولى لما صار لاحقًا لوحته الشهيرة "الرقصة". والرسم هذا محرض لتساؤلات عدة منها .. حين يرسم فنّان كبير حلمًا من طفولته، ويجعله أبرز أعمال حياته، ألا يكون شاعرًا على هيئة رسّام؟ ذلك الصحن الصغير الذي أهداه ماتيس إلى والدته يؤكّد أنّ الورد كان مكتملاً في براعم ماتيس منذ ميلاده، وأنّ الزمن كان مهلة فقط لتفتّحه.


فلامنكو صوفي .. احمد التوني يامدد

Vengo - Sufi Flamenco Scene
يامدد يامدد العزف على " الكباية " مع رقص خليط بين الصوفي والفلامنكو لفتاة برازيلية من الفيلم الاسباني vengo وهذا المقطع ماهو الا مشهد مقتطع من الفيلم يغني فيه المداح المصري احمد التوني اغنية يامدد يامدد بقي ان نعرف عن هذا المنشد " احمد التوني "

الشيخ أحمد التوني من أسيوط صعيد مصر. وهو أشهر وأكبر منشدي صعيد مصر يطلق عليه لقب "ساقي الأرواح" و"سلطان المنشدين". وقد استطاع بأدائه المتميز الخروج بالغناء الصوفي من المحلية إلى العالمية، إذ دعي للمشاركة في العديد من المهرجانات الموسيقية الروحية.

يقول الشيخ التوني عن الموسيقى أنها "تجلب الجمهور، وتقرب المعنى، وتطرب النفس، وترقق المشاعر"، وأن الموسيقى تؤدي لأن يسود "سهرات الإنشاد الصوفي نوع من الصفاء والحب، والإبداع والتشويق". يهدف الشيخ من خلال الإنشاد والموسيقى الروحية إيصال رسالة التصوّف الإسلامي إلى العالم كله. ويعتقد أن التصوف صالح لجميع الأديان وليس حكراً على المسلمين وحدهم.

يركز الشيخ في إنشاده على الكلام، لا على الألحان حيث تكون الألحان مجرد خلفية مرافقة. وهو ينشد بشكل فطري قائم بصورة أساسية على الارتجال مما يحفظه من أشعار كبار أئمة التصوف ومنهم: "أبو العزايم وابن الفارض والحلاج..ويتبع الشيخ تختاً موسيقياً شرقياً بسيطاً مؤلفاً من "الرق والناي والكمان.." يعزفون وراءه وفقاً لما يفيض على شيخهم من تجليات شعراً وتنويعاً بين المقامات الموسيقية.. وقد يتولى بنفسه ضبط الإيقاع من خلال النقر بمسبحةٍ على كأس زجاجي وبهذا يعود الشيخ "أحمد التوني" إلى طريقته الأصلية في الإنشاد التي بدأها الشيخ السبعيني قبل حوالي الستين عاماً
.


الخميس، يونيو 27، 2013

لوحة جزيرة الموتى بوكلين



"جزيرة الموتى"،
اللوحة لطالما ارقت كل فنان في صورتها وهيئتها وماتبعثه في النفس من حيرة لكن تبقى رؤيا بوكلين الكلاسيكية هي الاكثر ترويعا" بصورها الخمسة .. عن الموت ما تزال تؤرّق العقل الحديث وتثير الكثير من النقاش والأسئلة فـفي جميع نسخها الخمس تصوّر جزيرة صخرية مقفرة تحيطها المياه الداكنة من كلّ جانب.
وأمام البوّابة المائية يتحرّك ببطء قارب صغير تقف في مقدّمته امرأة ترتدي الملابس البيضاء بالكامل خلف تابوت زوجها الملفوف بالأردية البيضاء.
الجزيرة الصغيرة تنهض في وسطها مجموعة من أشجار السرو الطويلة، والتي اقترنت منذ القدم بتقاليد الحداد وأجواء المقابر. وما يعزّز الإحساس بالجوّ الجنائزي في اللوحة هو ما يبدو وكأنه بوّابات أو منافذ تخترق واجهة الصخور.
الانطباع العام الذي توصله الصورة هو الخراب واليأس والترقّب المتوتّر.
والواقع أن بوكلين لم يقدّم تفسيرا عن معنى اللوحة، رغم انه وصفها بأنها صورة لحلم وأنها تثير في النفس شعورا بالسكون المرعب الذي يتملّك الإنسان لدى سماعه أصوات طرقات مفاجئة على الباب.





جزيرة الموتى: إصدار "بازل"، 1880

جزيرة الموت: إصدار "نيويورك"، 1880


جزيرة الموتى: الإصدار الثالث 1883

جزيرة الموتى: الإصدار الخامس، 1886


جزيرة الموتى: الإصدار الرابع 1884 (صورة أبيض وأسود)



جزيرة Pondikonisi التركية بالقرب من كورفو، مصدر إلهام اللوحة.

سيزار فاييخو وسركون بولص





من بين أسناني أخرجُ داخناً،
صائحاً، دافشاً، نازعاً سراويلي...
سيزار فاييخو، عجلة الإنسان الجائع

يا سيزار فاييخو، أنا من يصيح هذه المرّة.
إسمح لي أن أفتح فمي، وأحتجّ علي الدم الصاعد في المحرار دافعاً رايةَ الزئبق إلي الخلف. لتصطكَّ النوافذ، لتنجَرَّ ميتافيزياء الكون إلي قاع الأحذية الفارغة لجنديّ ماتَ بحَربته المعوجّة.
عجلةُ الإنسان الجائع" ما زالت تدور... من يوقفُ العجلة؟
قرأتُك في أوحَش الليالي، لتنفكّ بينَ يديّ ضماداتُ العائلة.
قرأتُ عواصفكَ المُتململة حيثُ تتناوَمُ الوحوشُ في السراديب حيثُ المريضُ يتعَكّزُ، علي دَرب الآلام، بعَصا الأعمي الذي رأي...
وفي هذا المساء، يا فاييخو، تعلو الأبجديّاتُ وتسقط. المبني ينهار، والقصيدة تطفئ نجومها فوق رأس الميّت المكَلَّل بالشوك. ثمّة ما سيأتي ليسحبَ أجسادَنا علي مَجراهُ الحجريّ كاندفاعة نَهر.
ثمّة حجر سيجلسُ عليه شاعرُ الأبيض والأسود في هذا الخميس. واليوم، أنا من يصيح.


[ سركون بولص . إلى سيزار فاييخو ]



امراة بطعم الخوخ انغمار هيتز Ingmar Heytze



اعرف امرأة كأنها ثمرة خوخ
لفمها مذاق عذب. ولياليها انـُس
اعرف كيف استدرجها بنظراتي
وبالرغم من اني متواري عن الانظار
لكن بوسعي ان اعلمّك هذا، إن شئت.
بالرغم من ذلك اعرف امرأه ، لفمها مذاق عذب
وليديها ملمس المخمل وعينيها كبحيرة تغص في النجوم ،

انغمار هيتز Ingmar Heytze
شاعر هولندي

فوتوغراف .. 



Edward Weston




فلاديمير كوش .. وخطاب الخيال

يقول الفنان الروسي فلاديمير كوش الخيال لا يعمل عندما تكون الشمس في أوج سطوعها. والمسألة لها علاقة بمنطقة ما فوق الشعور"و في كلّ عمل من أعمالي أثير مشكلة أو سؤالا ما دون أن أوفر إجابة أو حلا. إنني أريد أن استثير أفكار الآخرين دون أن أملي عليهم قيما أخلاقية أو دروسا وعظية من نوع ما.

أن عدم اهتمامه بالشكل هو الذي أبعده عن الاتجاهات الفنية الرائجة كالانطباعية .. يملأ كوش رسوماته بأجسام مجازية مألوفة مستمدّة من الأساطير المعروفة كالنسور والفراشات والماسات والجواهر. أما البشر فيبدون دون وجوه أو ملامح. ومن الواضح انهم يلعبون دورا ثانويا في أعماله.
ويروق لـ كوش تسمية أسلوبه بعالم المجاز. والأدوات المجازية في اللوحة تستخدم لاستيعاب الأفكار التي لا يمكن تفسيرها مثل الخلق والحبّ. والفنان لا يشوّه الأشياء في لوحاته كما يفعل معظم السورياليين ولا يلجأ إلى استخدام الألوان الداكنة، وهذه مسألة ضرورية للجمهور الأمريكي.
عالم الاستعارة والمجاز الذي يستخدمه الرسّام يوفّر رؤية للعالم من منظور التعبير الحدسي عندما يلجأ الفنان إلى تصوير معان متعدّدة للوجود.
انه عالم ما تحت الوعي والرغبة في اكتشاف المجهول والخفيّ وتقريب الأشياء البعيدة. وهو عالم يستند بدرجة كبيرة إلى عناصر الميثولوجيا لكنّ جذوره ممتدّة في أعماق الشعر والموسيقى والأدب





















الخميس، مايو 30، 2013

The Fifth Element إنفا مولا

إنفا مولا (بالألبانية:Inva Mula) (مواليد 1963) مغنية سوبرانو أوبرالية ولدت في تيرانا، ألبانيا لأسرة فنية، حيث بدأت دراسة الموسيقى في سن مبكرة. والدها هو أفني مولا (مواليد 1928) الموسيقي والمغن الألباني المولود في دجياكوفا في كوسوفو وهي متزوجة من الموسيقي بيرو تشاكو.
في العام 1982 ربحت جائزة مسابقة الكانتانتي ديالبانيا "Cantante d'Albania" في تيرانا، وفي 1988 فازت بمسابقة جورج اينيسكو في بوخارست. وفي 1992 فازت بمسابقة "الفراشة" في برشلونة. كما حصلت على جائزة أول دورة في المسابقة التي أسسها بالاثيدو دومينغو والتي تحمل اسم أوبراليا، مسابقة الأوبرا العالمية التي تأسست في العام 1993.
قدمت لاحقا العديد من الحفلات في أوبرا الباستيل في باريس، كذلك مع اليوروبيليا "Europalia" في بروكسل. في 1996 قدمت أوبرا ميديا "Médée" من ألحان لويدجي تشيروبيني.
ولعل أشهر غناء لمولا بث عبر السينما الغربية كان أداؤها في دور "ديفا" في فيلم العنصر الخامس "The Fifth Element" الذي عرض في 1997 من إخراج لوك بيسون حيث قدمت أداء موسيقي أوبرالي في الفيلم.



مارك شغال بوهيمي حالم

مارك شغال 
حالم وبوهيمي صفتان لازمتا الفنان الروسي مارك شاغال طوال حياته، مترجمتين تحرر شخصيته وفنه وفراديتهما على السواء. فشاغال اليهودي، رفض ان يخضع للقانون الديني القاضي بمنع اعادة تصوير المقدسات. وشاغال الروسي تخلّى عن كل انطواء، وجذبه ترف الاوساط الفنية البرجوازية، فوصف برحّالة يتنقل بلا هوادة بين طريقين وبين عالمين.


.

.

.

.

.

.عشرون عاماً مضت على وفاته، لا يزال اسمه حاضرا على الخريطة التشكيلية العالمية. فهو دمج التيارات الطليعية بأسلوبه الخاص، في حين بقيت ريشته صادقة تجاه احلامه "الملوّنة" من نشأته في فيتسبيك، في بيلاروسيا الى رحلته الى فرنسا والولايات المتحدة. استطاع ان يتخطى الخلافات الدينية والايديولوجية وحتى الفنية التي ظهرت واستعرت في الحقب الماضية. ارتبطت اعماله بالحركة السريالية واختبر تقنيات عدة من بينها الـ غواش، والالوان المائية، والباستيل، والحبر، والكولاج، والنحت، والليتوغرافيا. وبين الستينات والسبعينات من القرن الماضي، نفّذ جداريات ضخمة في مباني الاوبرا في باريس ونيويورك وفي قاعة تحمل اسمه في الكنيست.

ولد شاغال في 7 تموز 1887، اسمه الحقيقي موشيه سيغال وهو البكر في اسرة يهودية متواضعة من تسعة اولاد. درس في "الحيدر" (مدرسة دينية تمهيدية شبيهة بالكتّاب) ثم في مدرسة عامة. ورغم احوال اسرته المتواضعة لم يعرف الفقر وعاش في "جو من الايمان" (من كتابه "حياتي") والعالم المغمور بالتقاليد الهاسيدية – الصوفية القائلة بانعكاس كلية الوجود في عجائب العالم والطبيعة. اعماله تضيئها صور من طفولته السعيدة من الايام التي قضاها في الريف لدى جدّه، الى المسمكة حيث كان عمل والده مروراً بالمحترف حيث درس الرسم والفنون، ومراقباته اليومية كما في "مارياسكا" (1907)، و"الزواج" (1909) ومشاهد من السيرك والالعاب البهلوانية.

رحلة
حياته سلسلة رحلات بدأها في سانت بطرسبرغ حيث تعرّف الى عالم المسرح والباليه الروسي والنشرات الثقافية التي اطلعته على الفنانين الباريسيين من سيزان وفان غوغ ولوتريك وماتيس، وعبرهم اكتشف القدرة التعبيريّة للالوان ("الاحمر العاري" و"الموت" في 1908). اغرته العاصمة الباريسية، فشاءت الظروف ان يحصل على منحة للاقامة فيها وتحديداً في محترف "لا روش" حيث سكن معظم كبار مدرسة باريس. ربطته صداقة بالشاعر الفرنسي ابولينير الذي وصفه شاغال ممازحا انه "يحمل بطنه كمجموعة قصائد كاملة". عرف الشاعر موهبة الفنان الشاب فقدمه الى بليز ساندراس الذي كرّس له عام 1913 قصيدة خاصة وعنون له لوحاته في تلك المرحلة. ثم كتب له بعد وفاته "ينام ... يستفيق... فجأة يرسم. يأخذ كنيسة ويرسم بها. يأخذ بقرة ويرسم بها... وفجأة تظهر الصورة. انها انت ايها القارئ. انها انا. انها هو. فجأة لم يعد يرسم. لقد نام الآن". حتى ان بابلو بيكاسو قال عنه "بالنسبة الى شاغال، لا ندري ابداً حين يرسم ان كان نائماً ام مستيقظاً. ثمة ملاك في رأسه لا محالة".

لاحقاً، تعرّف الى سيزان عن كثب وسائر الاتجاهات الجديدة في التيار التكعيبي الذي تأثّر ببعض خطوطه من دون ان يتخلّى عن خياله الخاص، او روسيا، او قريته. عام 1914 سافرت اعماله قبله الى برلين لتعرض للمرة الاولى في غاليري "دير ستورن". اما هو الذي عاد الى مسقط رأسه فتزوّج بيللا روزنفيلد التي احبّها منذ الصغر لكنه وجد نفسه مضطرا للبقاء في روسيا بسبب اندلاع الحرب. ورغم الاحداث الدائرة في العالم، كان مفتونا ببيللا ويستوحي منها لوحاته. يقول "وإذ ترتدي (بيللا) الابيض والاسود، تطير منذ الازل عبر لوحاتي مسيّرةً فني". ثم تحوّلت فيتسبيك "بلدة فريدة، بلدة بائسة، بلدة مملة". وسرعان ما تغيّرت المعادلة، فحين اتهم اليهود بالتعامل مع الالمان، طردوا من المناطق الحدودية فتدفقوا افواجا افواجا الى فيتسبيك. آنذاك، ظهر خط جديد ورحلة جديدة في رسوم شاغال. فرسم "المقبرة اليهودية" (1917)، "عيد المظال" (1916)، "المنزل الرمادي" (1917)، و"الأم" (1914).

الحرب



 

وحين اندلعت الثورة الروسية عام 1917، عيّن مسؤولاً عن الفنون الجميلة في منطقته بناءً على طلب من مسؤول في وزارة الثقافة او بوساطة منه، فهو مثله يهودي وقد التقاه سابقا في باريس. ثم أسس مدرسة للرسم ودعا اليها كل التيارت الفنية. وحين جاءت ردّة الفعل سلبية، انتقل الى موسكو حيث عمل في "المسرح اليهودي الجديد". فصمم الديكور والازياء المسرحية الخارجة عن كل ما هو مألوف. لكن مشاكله لم تعرف حدودا، فعاد ولحق بأعماله الى برلين. ولم يمض وقت طويلاً فيها حتى تلقى تلغرافا من سندراس يقول "عد انت مشهور، وفولار بانتظارك". فعاد مع بيللا الى باريس ووضع رسوما زخرفية طلبها منه فولار لكتاب "النفوس الميتة" لغوغول، و"خرافات لافونتين"، و"الانجيل".




لكن باريس او "فيتسبيك الثانية" لم تستطع ان تؤثّر في نوستالجيا شاغال تجاه بلدته والمشاهد الروسية القابعة في مخيلته. فتحوّلت ألوانه الحيّة والواقعية تصويرات رمزية عن السلام الداخلي الذي يشعر به وعن زيادة حساسيته. ولم يستمر هذا الشعور مطولا، اذ حدت به الحرب العالمية الثانية الى الفرار الى نيويورك عندما لم تمنحه فرنسا المتعاونة مع النازيين الامان له ولعائلته. فبرزت لديه مشاهد مؤلمة تعبر عن اضطهاد اليهود والهولوكوست مثل "الهوس" و"الصلب"، ومشاهد القرويين الذين تلتهمهم النيران. غير ان رحلته الجديدة صبغتها المأساة اذ توفيت حبيبته وملهمته بيللا بالتهاب فيروسي. فانقطع سنوات عدة عن الرسم. ثم عاد الى فرنسا لكن اعماله بقيت بمثابة استعارة شعرية لنفسه المضطربة، فانفصل عن المصدرين الرئيسين لالهامه: التقليد اليهودي المتشدد والفولكلور الروسي. فحل محل صور القرية الروسية اعمال مستقاة من الاساطير اليونانية، من المسيحية ومن تجارب الحياة اليومية. حتى ان عمله المتأثر بالطليعية تراجع بعد 1947، وظهرت اللغة التصويرية المتأثرة بأهوائه الخاصة. ولم يكتف بالابتعاد عن النشاط الفني في عصره، بل انزوى اكثر فأكثر في حياته الخاصة. فأصبحت حياته البوهيمية ملكا للماضي.




 

يقول شاغال "ربما كان فني فن رجل ابله"، ولكن جنونه لم يقذف به الى حدود الابتعاد عن المعنى، فكان لكل رمز من رموزه اشارة معينة. فالبقرة تمثّل الحياة والقوّة، وكذلك الشجرة. الديك رمز الخصب الذي كثيراً ما كان يرسمه الى جانب العشّاق، السمك الطائر تكريماً لعمل والده، السيرك اشارة الى تناغم الانسان والحيوان، والابداع لدى الانسان. صلب المسيح، يمثّل الهولوكوست، اضطهاد اليهود من النازيين... لكن مصدر إلهامه الحقيقي وهوسه الوحيد كان الحب. أليس هو القائل "في حياتنا، ثمة لون واحد، كذلك على لوحة الفنان. لون يعطي الحياة والفن معنى. انه لون الحب".

تحرير الفنان والناقد التشكيلي حميد خزعل