تابعي الاثر

الأربعاء، مارس 14، 2012

رسالة فردريكو لوركا الى إميليا يانوس دالي

فديريكو‏

"إلى آنا ماريا دالي A. Ana Maria Dali مايو 1925"‏

عزيزتي الصديقة:‏

لا أعرف كيف يكون موقفي أمامكِ وأنا أكتب إليكِ هذه الأسطر؛ يبدو أنني أتصرف بدون خجل- نعم، بدون خجل- مثل أي رجل قبيح! الناس الذين لا يستحون؛ يصعدون هكذا حتى يصبح قبيحاً كبيراً؛ مع شروين لامعة لبرج إيفل Tour Eiffe.‏

لكني أنا أعلم أنك ستسامحيني طوال هذه الأيام كلها؛ كنتُ أفكر بالكتابة إليك؛ لماذا لم أفعل ذلك ؟‏

أنا نفسي لا أعرف ذلك؛ تذكرتُ أكثر منك؛ لكن أنتِ ستعتقدين أنني نسيتك تماماً.‏

على شاطئ البحر؛ تحت ظلال الزيتون في صالة الطعام ببيتك عند البحيرات؛ في صالة الطعام في بيتك تحت لوحة الراعية الإلهية، عندي في ألبوم الصور ذكرياتي معك؛ ضحكاتك التي لا يمكن أن أنساها؛ علاوة على أنني لا أنسى ذلك أبداً؛ يمكني ألا لا أظهر مشاعري للحياة لكن حدّتي غير ظاهرة.‏

كيف حال عمتكِ؟ وكيف حال أخيكِ؟‏

على الرغم من سؤالي عنه؛ لم تصلني الإجابة عن استشارتي لهُ!‏

كيف حال والدكِ؟‏

أفكرُ في قداقس- Cadeques، تبدو لي أنها مشهد خالد ومعاصر لكنه رائع؛ الأفق يرتفع مشيداً قناة مائية كبيرة.‏

الأسماك الفضية يخرجن لتناول القمر؛ وأنتِ تبلّلين ضفائرك في الماء حينما تبتعد وتقترب أصوات متقطعة لزوارق الغازولين؛ حينما يكونون جميعاً عند باب منزلكم؛ سيأتي الغروب ويصبح المرجان في يد العذراء وهاجاً ومشتعلاً.‏

لا يوجد أحد في صالة الطعام؛ فالخادمة ستكون قد ذهبت إلى الرقص والراقصتان السوداوان في الكريستال الأخضر والأبيض ترقصان الرقصة المقدسة التي تخيف الذباب في النافذة وعند الباب، حينذاك؛ ستجلس ذاكرتي على إحدى الأرائك.‏

ذاكرتي مثل كوسيل؛ وشراب وردي، أنتِ غارقة في الضحك وأخوك يحلمُ كأنّه زنبور من ذهب؛ في الأسفل الأروفة البيضاء تحلمُ بالأكورديون.‏

عند باب ليديا ينادون الغرسة الطبية؛ لكن لا أحد يجيب:‏

الصيادان الشجعان لكوليب- Culip يبكيان بأصواتٍ‏

- جالسة على ركبتيها.‏

ليديا أصبحت ميتةً، أنا أريد أن أسمع في هذه اللحظة؛ يا آنا ماريك؛ الضجيج المنبعث من جنازير جميع البواخر اللاتي رفعن الأنجر Ancla منهن في جميع البحار.. لكن طنين الذباب؛ وصوت هيجان البحرمنعها.‏

بالطابق العلوي في غرفة أخيك يوجد قديس على الحائط،بويك باخاديس Puig Pajades في بطنه التي تشبه منطاداً صغيراً؛ نازلاً على السّلم، لقد بقيت وحدي طويلاً في صالة الطعام؛‏

لكن لا أستطيع أن أنهض.‏

أحد رسوم سلفادور مشبك أرجلي؛ أي ساعة ستكون؟‏

أنا أريد أن آكل الآن؛ في هذه الساعة؛ من سمك المرلوثا.‏

كيف يقال ضباب؟‏

سحابة عبر النافذة.. تمرّ الغيوم؛ تبكي حزناً على هذه النساء المغبرات لابسات الحداد اللواتي ذهبن لرؤية القاضي الشرعي.‏

هكذا كنت في صالة طعامكم؛ أيتها الآنسة آنا ماريك!!‏

ذكرياتي هي.. دائماً حادة.‏

أتذكرين- أنتِ- كيف ضحكت حينما رأيتِ القفازات الممزقة‏

يومَ كنّا سنغرق!‏

آمل أن تتعلمي كيف تسامحينني؛ لا تكوني ناقمة.‏

أخواتي ليس لديهن ما يفعلنه، سوى السؤال عنك؛ وكيف حالك؟‏

بلغي تحياتي إلى والدك وإلى عمتكِ.‏

ولك مني أفضل التحيات‏

فدريكو‏

هل ستجيبين على رسالتي؟‏

هناك تعليقان (2):

  1. اتمنى تعرفنى بالكاااااتب

    ردحذف
  2. هل لديك ترجمة لأي من رسائل دالي الموجهة إلى لوركا؟!

    ردحذف