تابعي الاثر

الاثنين، يونيو 11، 2012

عطيل اوبرا محبوكة بالفخامة


 الخصومة والحسد والحقد كلها صفات يتحلي بها كل انسان ضعيف لا يستطيع مواجهة الحياة أو عندما لا يقبل سلبياته وبالتالي يستخدمها ضد كل شخص ناجح كأنها أوراق تين يكتسون بها، إنهم شخصيات فقدت الجانب الخالد من أنفسهم ولم يبق سوي الجانب الحيواني ... أما الغيرة فلا تفسير لها فأحيانا تمثل فكرة الامتلاك وأحيانا تعكس حبا جامحا أو خصومة طاغية، أنها وحش جاسر يسخر ممن يلتهمهم. تجعلنا الغيرة أحيانا لا ندري أي أذي نبتلي به من نحب أو من لا نطيق رؤيته أو تجعلنا كالريشة في يد أعدائنا الذين يرتدون ثوب المخلصين يطيرونها في الاتجاه الذي يرغبونه ... يعطون النصائح بكرم وشرف مصورين الجحيم بالفردوس كالشياطين التي تنصح بعمل أكثر الخطايا سوادا فتقترح أولا أعمالا ذات مظهر سماوي... فلنحظر منهم.



أنها ساحقة، على أقل تقدير،منظر فاخر ومشاهدة راقية هذا ماتشعر به عندما تصل لصالة الاوبرا لمشاهدة ذالك العصر الموشوم بالدهشة لتشاهد عطيل راضخا تحت وطئة العشق الازلي .. صالات الاوبرا كانت ولاتزال بالنسبة لي احدى الاماكن  جمالا في هذا العالم فقد زارها الملوك والاباطرة والرؤساء الاجواء تمنحك شعور بالفخامة والدهشة والسحر والرقي معا تتضارب المشاعر عندما تجد بين يديك كل هذا الفيض من السحر والسبب ليس فقط فخامة المكان بل الشحنات الصوتية المنبعثة اليك من الخارج لتسبر الداخل وبكل رحابة لتستقبلها وبكل اريحية 
تنتقل الى منصة الاوبرا لترى اشخاص يرتدون لباس معين فاخر مزركش يمنح الشعور بالانتماء لتلك الحقبة من الزمن
ثم تشاهد على مرمى البصر اشخاص جالسين في تلك الصالة يرتدون هم ايضا ربطات عنق سوداء واثواب مسائية اعدت مسبقا للسهرات جميعا يمنحك مشاعر الفخامة وانك في مكان ومشهد لن يتكرر كل يوم تستمتع باجواء الطاقة العائمة في المكان والتي تمنحك الاسترخاء المناسب والتمتع بالطاقة المنبثة من خلال الاصوات والرقصات والحركات برحلة الى تلك الحقبة الساحرة ومطربين ومغنيات لاينتمون الى قلب قلب وين وين وغيرها من موجات الابتذال السائدة هذه الايام نعم انه فن فاخر وذو اهداف سامية نبيلة القصد منها بث روح الرقي والتثقيف
قصة أوبرا عطيل مستوحاة من رائعة شكسبير التي تحمل نفس الاسم والتي عبر فيها عن آلام الشكوك الخطيرة وصورها بالسموم يصعب تذوقها في البداية لكن عندما تبدأ في التسرب للدم تخترق الجسم كمناجم الكبريت لا الأفيون ولا المورفين ولا كل شراب العالم يجعلنا ننام ... صاغها شعرا أريجو بواتو Arrigo Boito وقام بالتأليف الموسيقي العبقري فيردي Verdi عن عمر يناهز 74 عام أي بعد 16 سنة من تأليف أوبرا عايدة وبهذا يكمل مسيرة فنية حافلة بالأعمال العظيمة. تم عرض الأوبرا لأول مرة في الخامس من فبراير عام 1887 حيث قوبلت بتصفيق حاد من قبل الجمهور.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق