|
| الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام |
| حتى الظلام - هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق |
| واحسرتاه ، متى أنام |
| فأحسّ أن على الوساده |
| من ليلك الصيفي طلاّ فيه عطرك يا عراق ؟ |
| بين القرى المتهيّبات خطاي و المدن الغريبة |
| غنيت تربتك الحبيبة |
| وحملتها فأنا المسيح يجرّ في المنفى صليبه ، |
| فسمعت وقع خطى الجياع تسير ، تدمي من عثار |
| فتذر في عيني ، منك ومن مناسمها ، غبار |
| ما زلت اضرب مترب القدمين أشعث ، في الدروب |
| تحت الشموس الأجنبيه |
| متخافق الأطمار ، أبسط بالسؤال يدا نديّه |
| صفراء من ذل و حمى : ذل شحاذ غريب |
| بين العيون الأجنبيه |
| بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيّه) |
| و الموت أهون من خطّيه |
| من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبيه |
| قطرات ماء ..معدنيّه |
| فلتنطفئ ، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود |
| يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود |
| إلى العراق ؟ متى أعود ؟ |
| يا لمعة الأمواج رنحهن مجداف يرود |
| بي الخليج ، ويا كواكبه الكبيرة .. يا نقود |
| ليت السفائن لا تقاظي راكبيها من سفار |
| أو ليت أن الأرض كالأفق العريض ، بلا بحار |
| ما زلت أحسب يا نقود ، أعدكنّ و استزيد ، |
| ما زلت أنقض ، يا نقود ، بكنّ من مدد اغترابي |
| ما زلت أوقد بالتماعتكن نافذتي و بابي |
| في الضفّة الأخرى هناك . فحدثيني يا نقود |
| متى أعود ، متى أعود ؟ |
| أتراه يأزف ، قبل موتي ، ذلك اليوم السعيد ؟ |
| سأفيق في ذاك الصباح ، و في السماء من السحاب |
| كسر، وفي النسمات برد مشبع بعطور آب |
| و أزيح بالثؤباء بقيا من نعاسي كالحجاب |
| من الحرير ، يشف عما لا يبين وما يبين |
| عما نسيت وكدت لا أنسى ، وشكّ في يقين |
| ويضئ لي _ وأنا أمد يدي لألبس من ثيابي- |
| ما كنت ابحث عنه في عتمات نفسي من جواب |
| لم يملأ الفرح الخفي شعاب نفسي كالضباب ؟ |
| اليوم _ و اندفق السرور عليّ يفجأني- أعود |
| واحسرتاه .. فلن أعود إلى العراق |
| وهل يعود |
| من كان تعوزه النقود ؟ وكيف تدّخر النقود |
| و أنت تأكل إذ تجوع ؟ و أنت تنفق ما تجود |
| به الكرام ، على الطعام ؟ |
| لبكينّ على العراق |
| فما لديك سوى الدموع |
| وسوى انتظارك ، دون جدوى ، للرياح وللقلوع |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق