تابعي الاثر

الخميس، يوليو 05، 2012

بغداد آله العشق والجمال / غسان فيضي

غسان فيضي / العراق

أعماله تنقلنا حيث الأجواء العراقية بكل طقوسها وقصصها، حتى نصل إلى سماع موسيقاها ونبتسم لفرحها. ففي لوحة العاشقة (زيت على القماش cm60x60) تأخذنا نظرة الفتاة صوب الكتاب المفتوح إلى اكتشاف دلالة الإبحار بخيالات حالمة، إنها عاشقة بالفعل، فنضارة الوجه وتدويره وخلو أصابع يديها من أي خاتم، ثم اكتناز الجسد وحيويته خصوصاً عند الفخذين، يمنحنا صورة واضحة لفتاة مليئة بالخصوبة تذكرنا بعشتار إلهة الخصب. ولكن، ما سبب ارتفاع جزء جسدها الأسفل؟ أو انزلاق جزء جسدها العلوي ح
يث الأسفل باتجاه الزاوية اليسرى للوحة؟ الإجابة على هذا السؤال نجدها من خلال ترجمة بعض رموز اللوحة، فالفتاة تظهر وكأنها سابحة في ملكوت العشق من خلال الكتاب الذي تقرأ. فهل هي مبحرة بقصص العشق كحكايا ألف ليلة وليلة؟ أم أنها – وهو الأرجح - تقرأ رسالة عشق وصلتها منذ قليل ودستها بين وريقات الكتاب لتوهم الأهل بانشغالها بالقراءة كما تفعل أغلب الفتيات في هذه المرحلة العمرية؟ إن حالة العشق هذه هي التي تسببت بطيران الفتاة، حيث جزؤها الأسفل متجه نحو الأعلى. يدلنا على هذا تلك الأشرطة المتطايرة المنتشرة في فضاء اللوحة والمتجهة نحو الأعلى بحركات التوائية مرة ودورانية مرات، ثم تلك النقوش البيضاء المنطلقة من كتف الفتاة اليمنى صوب الأعلى بالإضافة إلى تكوين أصابع القدمين التي جاءت كأجنحة طائر صغير. وما ظهور القطة بهيئتها الأنيقة سوى محاولة من الفنان لتعزيز حالة العشق كموضوع أساسي للعمل. فكما هو معروف، فإن القطة ترمز للرغائب والشهوات الجنسية. وما ثباتها على الأرض إلا دليل على ثبات وعمق الرغبة عند الفتاة، كما أن هذا الثبات وارتفاع الذيل نحو الأعلى يقود نظر المشاهد من الأسفل إلى أعلى اللوحة حيث حركة العمل بكامله،



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق