الفنانة التشكيلية الفلسطينية تمام عارف الأكحل
الفنانة التشكيلية الفلسطينية "تمام الأكحل" تُعد بحق زيتونة الفن التشكيلي الفلسطيني، وعلامة فارقة في مساحة التشكيل العربي، في شخصها أو عِبر لوحاتها التصويرية المنتمية إلى ذاكرة المكان الفلسطينية بجميع فصولها اليومية. مواكبة لجماليات وأحداث فارقة في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني، ومدونة مميزة لسجل فلسطيني حافل بدروب المعاناة والألم، في مقابلة موضوعية مع دروب المقاومة والتفاؤل والأمل. عايشت الوطن الفلسطيني همّاً وحلماً منذ الولادة وحتى اللجوء القهري في نكبة فلسطين الكبرى عام 1948، متنقلة ما بين عواصم دول عديدة بسبب ظروف العيش وضرورات الحياة ومتطلبات السياسة في لبنان ومصر والأردن والكويت وألمانيا وفلسطين كمواطنة عربية وفنانة فلسطينية ترسم بملونات العلم والحلم الفلسطيني مع زوجها الفنان الراحل "إسماعيل شموط" متوجة بمعرض " السيرة والمسيرة" الفلسطينية في أجمل حِلة بصرية مُعبرة.
هي من مواليد مدينة يافا عام 1935 شردتها النكبة مع أهلها إلى بيروت عام 1948، منحتها كلية المقاصد في بيروت من خلال بعثة تعليمية فرصة طيبة لدراسة الفنون الجميلة بالمعهد العالي للفنون وتدريب المعلمين بالقاهرة عام 1953، لتحصل على شهادة بكالوريوس تربية فنية عام 1957. أول مُشاركة فنية لها مع الفنان إسماعيل شموط، لتصبح زوجته وتُشاركه في جميع معارضه الفنية التشكيلية في الوطن العربي وأوربا والأمريكيتين. لاسيما معرض "السيرة والمسيرة" الذي حفلت بعرضه جميع صالات العرض الرسمية العربية والخاصة منها والأعجمية.
الاقتلاع من يافا
لوحاتها تنتمي إلى فنون المدرسة الواقعية التعبيرية، والتعبيرية التأثيرية ذات الأنفاس الانطباعية الملتزمة بقواعد الرسم وأصول التلوين الحداثي، وفق رتابة منطقية متوازنة ما بين فضاء المشهد وتوليفات السطوح المشغولة بحراك اللون، ومتجانسة وبنية الهندسة المعمارية للتكوين الفني وطريقة رصف العناصر والمفردات التشكيلية وفق المساقات المدرسية الأكاديمية المراعية لقواعد المنظور والنسب الذهبية القياسية لتوزيع الخطوط والملونات.
وعد لمن لا يملك لمن لا يستحق
تجد في متن نصوصها جميع ملونات الدائرة اللونية الرئيسية من عناق مكشوف لصراحة الأحمر والأزرق والأصفر، ومتممات بصرية لتداعيات الأسود والأبيض المتسللة ما بين تدريجات الملونات الاشتقاقية للأخضر والبرتقالي والبنفسجي والبني وسواها، في تمايز بصري ملحوظ ما بين الضوء والعتمة، والمقابلة الموضوعية ما بين درجة لونية وأخرى. هي مأخوذة بالملونات الزيتية في مراحل بيانها البصري المُبكرة، ومتأثرة بشكل ما أو بآخر بخبرات زوجها، ومطابقة وصفية لمحتويات النص البصري وتشكيل نمط من توحد الفكرة والروح والهموم والمواضيع ولكن تمايز تقني وخصوصية وتفرد في أسلوبها التعبيري.
مقطع من لوحة ميناء الخير
تدور لوحاتها في مساحة الحلم الفلسطيني، وفيض الذاكرة المُختزنة في وجدان الفنانة وذكرياتها المُستعارة من طفولة مبكرة حول موطن الولادة، تداعبها في صور وتجليات الخط واللون المنثورة في أناقة وصفية فوق توليفات الخامة المستعملة. تبوح بخلجات النفس والنجوى والشوق المشروع في استعادة وطن مسروق بفعل غزوة صهيونية وعالمية، تستحضر يافا المدينة بما فيها من جماليات البحر والتلال والحقول وخيرات الطبيعة الفلسطينية الغناء. وتوق إلى منزل أهلها في البلدة القديمة.
يافا عروس البحر
ويجد المتبحر في أشرعة زوارقها الفنية التشكيلية رزمة بصرية مؤتلفة من ذكريات المنافي واللجوء متعددة الأسماء والأماكن، تُجسد معاناة الشعب العربي الفلسطيني لاسيما أولئك القاطنين في أسوار المخيم الفلسطيني البائس في لبنان، والموزعة ما بين شماله وجنوبه في مخيمات الزينكو والقهر بتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والنبطية وعين الحلوة والرشيدية ونهر البارد والبداوي وسواها،تُسقط من خلالها حجم المأساة ويوميات الحزن الفلسطيني المًقيم.
التحدي
كما يجد للمقاومة الفلسطينية في أطوارها المتعددة فسحة واسعة من المآثر الفنية المًُحملة بجماليات السرد البصري حول الفلسطيني المقاوم، الذي كشف مفاتيح سعادته المنشودة في ظلال الوطن الفلسطيني السليب، والإصرار على حق العودة ولو قاده ذلك الطريق شهيداً مرفوعاً على الأكف في حضرة نعش مُهيب. تصوغها في رمزية تعبيرية فائقة، تربط ما بين مفهوم الثورة بالحصان، والوطن الفلسطيني المُعشب بجماليات التراث وعبق التاريخ والبعد الحضاري في شقيه الديني والسياسي.
أما لوحاتها التصويرية الدائرة في فلك معرض "السيرة والمسيرة" المشترك مع زوجها الراحل "إسماعيل شموط"، هي حالة بصرية متفردة في العالمين العربي والدولي، وأشبه بأسطورة فلسطينية معاصرة، تقص حكاية شعب عربي فلسطيني تسامى فوق الجراح، وظل وفياً لأهدافه وأمته في التحرير والعودة. وما تعني اللوحات في مضامينها من معاني فكرية وسياسية وإنسانية وحضارية جامعة، ورسالة ثقافية مقاومة. تضع الفنان الفلسطيني في موقعه الصحيح في معركة المواجهة والبناء والديمومة.
لا تتركوا الحصان وحيدا
تُكرس حقائق الشعب العربي الفلسطيني في مكوناته الحياتية، وترصد بأمانة تعبيرية عِبر الخط واللون صور من يوميات الشعب العربي الفلسطيني في رؤى بصرية شاملة، وملخصة لرحلة العمر التي عايشتها الفنانة في أحضان القضية الفلسطينية، كمواطنة وفنانة ملتزمة بقضايا شعبها. وصورة صادقة وعاكسة لحقيقة المشاعر وأنماط التواصل ما بين الفنان وشعبه، وحقيقة دوره الوظيفي والاجتماعي في سياقاته النضالية، باعتباره يُجسد رسالة حضارية بما يحمل من خبرات ومواهب وجعبة حُبلى بالوثائق البصرية.
لوحاتها في معرض "السيرة والمسيرة" تحكي قصة الوطن الفلسطيني وجماهير الشعب في ظل ثورته الدائمة وانتفاضاته المباركة، وتجمع نسيج الذكريات والمدركات الحسيّة للفنانة في صور بصرية جامعة لذكريات الماضي البعيد ليومياتها المستلبة فوق شواطئ بحر يافا وبحر بيروت وغزة، تعانق البيوت والشخوص والأماكن المقدسة في عرس بصري لافت. تقص سيرة الثورة عِبر رمزية الحصان "الأبيض"الواقف عاريا من فارسه ودثاره في بطن الوادي والمُحاط بمجموعة من التلال والجبال الملونة بانتظار الفارس المُحرر، وأخرى تربط ما بين شجيرات الزيتون المباركة المغروزة فوق التلال المنتظرة عودة الغياب لمتابعة دورة الحياة الفلسطينية.
الشرخ
ولوحة تبوح بيوميات العرس ولكن على الطريقة الفلسطينية، العروس ترتدي ثوب زفافها الأبيض وبيدها حزمة من ورود تورية بصرية عن طهارة الوطن الفلسطيني مرسومة في يمين اللوحة، يفصلها عن فرسانها المنتشرين في ضفة الغربة والمعاناة الفلسطينية في يسار اللوحة شرخ أرضي عميق. هي تعبير عن مساحة الأمل المولود عِبر الطفولة الفلسطينية المسلحة بالعلم والمعرفة ورصيدها التاريخي والنضالي المُجسدة بقوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين، عرس فلسطيني يصل الوليد بالشهيد.
وصلات خارجية
تمام الأكحل - الجزء الأول ( الرابط )
تمام الأكحل - الجزء الثاني ( الرابط )
الفنانة التشكيلية الفلسطينية "تمام الأكحل" تُعد بحق زيتونة الفن التشكيلي الفلسطيني، وعلامة فارقة في مساحة التشكيل العربي، في شخصها أو عِبر لوحاتها التصويرية المنتمية إلى ذاكرة المكان الفلسطينية بجميع فصولها اليومية. مواكبة لجماليات وأحداث فارقة في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني، ومدونة مميزة لسجل فلسطيني حافل بدروب المعاناة والألم، في مقابلة موضوعية مع دروب المقاومة والتفاؤل والأمل. عايشت الوطن الفلسطيني همّاً وحلماً منذ الولادة وحتى اللجوء القهري في نكبة فلسطين الكبرى عام 1948، متنقلة ما بين عواصم دول عديدة بسبب ظروف العيش وضرورات الحياة ومتطلبات السياسة في لبنان ومصر والأردن والكويت وألمانيا وفلسطين كمواطنة عربية وفنانة فلسطينية ترسم بملونات العلم والحلم الفلسطيني مع زوجها الفنان الراحل "إسماعيل شموط" متوجة بمعرض " السيرة والمسيرة" الفلسطينية في أجمل حِلة بصرية مُعبرة.
هي من مواليد مدينة يافا عام 1935 شردتها النكبة مع أهلها إلى بيروت عام 1948، منحتها كلية المقاصد في بيروت من خلال بعثة تعليمية فرصة طيبة لدراسة الفنون الجميلة بالمعهد العالي للفنون وتدريب المعلمين بالقاهرة عام 1953، لتحصل على شهادة بكالوريوس تربية فنية عام 1957. أول مُشاركة فنية لها مع الفنان إسماعيل شموط، لتصبح زوجته وتُشاركه في جميع معارضه الفنية التشكيلية في الوطن العربي وأوربا والأمريكيتين. لاسيما معرض "السيرة والمسيرة" الذي حفلت بعرضه جميع صالات العرض الرسمية العربية والخاصة منها والأعجمية.
الاقتلاع من يافا
لوحاتها تنتمي إلى فنون المدرسة الواقعية التعبيرية، والتعبيرية التأثيرية ذات الأنفاس الانطباعية الملتزمة بقواعد الرسم وأصول التلوين الحداثي، وفق رتابة منطقية متوازنة ما بين فضاء المشهد وتوليفات السطوح المشغولة بحراك اللون، ومتجانسة وبنية الهندسة المعمارية للتكوين الفني وطريقة رصف العناصر والمفردات التشكيلية وفق المساقات المدرسية الأكاديمية المراعية لقواعد المنظور والنسب الذهبية القياسية لتوزيع الخطوط والملونات.
وعد لمن لا يملك لمن لا يستحق
تجد في متن نصوصها جميع ملونات الدائرة اللونية الرئيسية من عناق مكشوف لصراحة الأحمر والأزرق والأصفر، ومتممات بصرية لتداعيات الأسود والأبيض المتسللة ما بين تدريجات الملونات الاشتقاقية للأخضر والبرتقالي والبنفسجي والبني وسواها، في تمايز بصري ملحوظ ما بين الضوء والعتمة، والمقابلة الموضوعية ما بين درجة لونية وأخرى. هي مأخوذة بالملونات الزيتية في مراحل بيانها البصري المُبكرة، ومتأثرة بشكل ما أو بآخر بخبرات زوجها، ومطابقة وصفية لمحتويات النص البصري وتشكيل نمط من توحد الفكرة والروح والهموم والمواضيع ولكن تمايز تقني وخصوصية وتفرد في أسلوبها التعبيري.
مقطع من لوحة ميناء الخير
تدور لوحاتها في مساحة الحلم الفلسطيني، وفيض الذاكرة المُختزنة في وجدان الفنانة وذكرياتها المُستعارة من طفولة مبكرة حول موطن الولادة، تداعبها في صور وتجليات الخط واللون المنثورة في أناقة وصفية فوق توليفات الخامة المستعملة. تبوح بخلجات النفس والنجوى والشوق المشروع في استعادة وطن مسروق بفعل غزوة صهيونية وعالمية، تستحضر يافا المدينة بما فيها من جماليات البحر والتلال والحقول وخيرات الطبيعة الفلسطينية الغناء. وتوق إلى منزل أهلها في البلدة القديمة.
يافا عروس البحر
ويجد المتبحر في أشرعة زوارقها الفنية التشكيلية رزمة بصرية مؤتلفة من ذكريات المنافي واللجوء متعددة الأسماء والأماكن، تُجسد معاناة الشعب العربي الفلسطيني لاسيما أولئك القاطنين في أسوار المخيم الفلسطيني البائس في لبنان، والموزعة ما بين شماله وجنوبه في مخيمات الزينكو والقهر بتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والنبطية وعين الحلوة والرشيدية ونهر البارد والبداوي وسواها،تُسقط من خلالها حجم المأساة ويوميات الحزن الفلسطيني المًقيم.
التحدي
كما يجد للمقاومة الفلسطينية في أطوارها المتعددة فسحة واسعة من المآثر الفنية المًُحملة بجماليات السرد البصري حول الفلسطيني المقاوم، الذي كشف مفاتيح سعادته المنشودة في ظلال الوطن الفلسطيني السليب، والإصرار على حق العودة ولو قاده ذلك الطريق شهيداً مرفوعاً على الأكف في حضرة نعش مُهيب. تصوغها في رمزية تعبيرية فائقة، تربط ما بين مفهوم الثورة بالحصان، والوطن الفلسطيني المُعشب بجماليات التراث وعبق التاريخ والبعد الحضاري في شقيه الديني والسياسي.
أما لوحاتها التصويرية الدائرة في فلك معرض "السيرة والمسيرة" المشترك مع زوجها الراحل "إسماعيل شموط"، هي حالة بصرية متفردة في العالمين العربي والدولي، وأشبه بأسطورة فلسطينية معاصرة، تقص حكاية شعب عربي فلسطيني تسامى فوق الجراح، وظل وفياً لأهدافه وأمته في التحرير والعودة. وما تعني اللوحات في مضامينها من معاني فكرية وسياسية وإنسانية وحضارية جامعة، ورسالة ثقافية مقاومة. تضع الفنان الفلسطيني في موقعه الصحيح في معركة المواجهة والبناء والديمومة.
لا تتركوا الحصان وحيدا
تُكرس حقائق الشعب العربي الفلسطيني في مكوناته الحياتية، وترصد بأمانة تعبيرية عِبر الخط واللون صور من يوميات الشعب العربي الفلسطيني في رؤى بصرية شاملة، وملخصة لرحلة العمر التي عايشتها الفنانة في أحضان القضية الفلسطينية، كمواطنة وفنانة ملتزمة بقضايا شعبها. وصورة صادقة وعاكسة لحقيقة المشاعر وأنماط التواصل ما بين الفنان وشعبه، وحقيقة دوره الوظيفي والاجتماعي في سياقاته النضالية، باعتباره يُجسد رسالة حضارية بما يحمل من خبرات ومواهب وجعبة حُبلى بالوثائق البصرية.
لوحاتها في معرض "السيرة والمسيرة" تحكي قصة الوطن الفلسطيني وجماهير الشعب في ظل ثورته الدائمة وانتفاضاته المباركة، وتجمع نسيج الذكريات والمدركات الحسيّة للفنانة في صور بصرية جامعة لذكريات الماضي البعيد ليومياتها المستلبة فوق شواطئ بحر يافا وبحر بيروت وغزة، تعانق البيوت والشخوص والأماكن المقدسة في عرس بصري لافت. تقص سيرة الثورة عِبر رمزية الحصان "الأبيض"الواقف عاريا من فارسه ودثاره في بطن الوادي والمُحاط بمجموعة من التلال والجبال الملونة بانتظار الفارس المُحرر، وأخرى تربط ما بين شجيرات الزيتون المباركة المغروزة فوق التلال المنتظرة عودة الغياب لمتابعة دورة الحياة الفلسطينية.
الشرخ
ولوحة تبوح بيوميات العرس ولكن على الطريقة الفلسطينية، العروس ترتدي ثوب زفافها الأبيض وبيدها حزمة من ورود تورية بصرية عن طهارة الوطن الفلسطيني مرسومة في يمين اللوحة، يفصلها عن فرسانها المنتشرين في ضفة الغربة والمعاناة الفلسطينية في يسار اللوحة شرخ أرضي عميق. هي تعبير عن مساحة الأمل المولود عِبر الطفولة الفلسطينية المسلحة بالعلم والمعرفة ورصيدها التاريخي والنضالي المُجسدة بقوافل الشهداء والجرحى والمعتقلين، عرس فلسطيني يصل الوليد بالشهيد.
وصلات خارجية
تمام الأكحل - الجزء الأول ( الرابط )
تمام الأكحل - الجزء الثاني ( الرابط )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق