الاثنين، يونيو 18، 2012

قصص قصيرة كافكا

قصص قصيرة جدًا
فرانتس كافكا

القرية المجاورة
اعتاد جدي أن يقول : " الحياة قصيرة بصورة مذهلة، إنني كلما تدبرتها بدت لي أقصر من اللازم حتى إنني نادرًا ما فهمت كيف يقرر شابٌ، على سبيل المثال، الرحيل إلى القرية المجاورة دون خوفٍ، بغض النظر عن الحوادص فحتى مدة الحياة العادية السعيدة قد لاتكفي رحلة كهذه " .

حكاية صغيرة
" واحسرتاه " قال الفأر، " العالم يصغر يومًا بعد يوم . في البدء كان كبيرًا جدًا لدرجة أني ارتعبت منه، وأخذت أجري وأجري وسررت جدًا حين رأيت الحوائط – أخيرًا – على البعد إلى اليمين وإلى اليسار، لكن تلك الحوائط العالية الواسعة سريعًا جدًا ما ضاقت حتى إنني أصبحت في الحجرة الآخيرة بالفعل، وهناك في الركن فخٌ عليّ السقوط بداخله " .
" ما عليك سوى تغيير إتجاهك " قالت القطة وابتلعته في لمحة .




الرحيل
طلبت إحضار حصاني من الاسطبل فلم يفهم خادمي أوامري لذا ذهبت إلى الاسطبل بنفسي و اسرجت حصاني وامتطيته .
من بعيد سمعت صوت نفير وسألت خادمي عما يعنيه ذلك فلم يعرف شيئًا ولم يكن قد سمع أي شيء، وعند البوابة اوقفني وسألني : " إلى أين يذهب سيدي ؟ " .
" لا أعرف " قلت له " فقط سأبعد عن هنا، فقط سأبعد عن هنا، بعيدًا عن هنا ولا شيء آخر، ذلك هو الطريق الموصل إلى هدفي " .
" إذن فأنت تعرف هدفك " سألني .
" نعم " أجبته، " قلت لك توًا، بعيدًا عن هنا، ذلك هو هدفي " .

أن تكون هنديًا أحمرًا
لو أن المرء فقط هندي أحمر، يقظ على الدوام وعلى ظهر حصان يسابق الريح، وجسده يرتج بهزة على الأرض المهتزة، حتى يتخلى المرء عن مهمازه حيث لا حاجةً لأي مهماز، وحتي يلقي المرء لجامه حيث لا حاجةً لأي لجام، وبصعوبة يرى الأرض أمامه مرجًا مستويًا ممهدًا .
حينها ستكون رقبة الحصان ورأسه قد اختفتا منذ فترة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق