الأحد، أبريل 24، 2011

لوحات الفنان حسين نعمة

الفنان حسين نعمة وتجربة الفن التشكيلي -لوحات الفنان حسين نعمة

الفن التشكيلي
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiFI2FJy9RYwG13dEg_5cfhTQzFWpiRsJEMvYkSPEjrHyQF2af4FsMNENowtTO7R56ptQDq4SOeW6qgig_xTzKV_8Jzr9OSNU4UEBftQr5cchUtnjE0vd0j-kKkF3GI9Prvm-eRQ1GrrWX2/s1600/DSC08912.JPG


*هل اعتزال الفنان حسين نعمه الغناء فقط ام قاطع جميع الفنون التي تعامل معها من قبل؟

-بعد اعتزالي سوف اتجه الى الفن التشكيلي حيث خضت تجربة رائعة ومبدعة بشهادة المعنيين وربما اغني اغاني وطنية للعراق الحبيب بعد ان كنت اغني الاغانب اللاوطنية مكرها وكم عانيت وكابدت من الموقف الذي سلبت فيه وصودرت ارادتي.

عشرون مسرحية

*الغناء، السينما، المسرح، الفن التشكيلي كيف استطاع الفنان حسين نعمة ان يتعامل مع كل هذه الفنون وفي اي فن منها وجد نفسه؟

-انا مثلت على المسرح اكثر من عشرين مســـــرحية من ضمنها مسرحيات عالمية اذكـــــر منـــــها (الزواج بالاكراه) لمولير(واوديب ملكا) لسوفوكلس واعتز جدا بان الكثير من المسرحيين العراقيين المعروفين اشتركوا معي وهم من أبناء مدينتي امثال الفنان عزيز عبد الصاحب بهجت الجبوري فاضل خليل حميد الجمالي وغيرهم وكذلك مثلت بطولة فيلم (حمد وحمود) حيث ان هذه الاعمال كانت تجارب اثبت فيها بشهادة النقاد قدرتي على التمثيل اما الفن التشكيلي فقد وجدت فيه ضالتي وهنا اذكر شيء مهم في هذا الجانب الابداعي الرهيب هو اني انسجم واتعامل بحرية واحلق في فضاءات رحبة من المشاعر والالوان وخلوتي واهم من هذا حريتي الشخصية في الاختيار فانا لا احتاج في هذا الفن الى الكلمة ولا الى الملحن ولا الى السيناريو.
http://www.albawwaba.net/wp-content/uploads/2011/02/hhhussain.jpg
وبودي ان اقول كلمة اخيرة وهي ان عشقي للفن التشكيلي واندفاعي واصراري هو الذي زرع الثقة بنفسي لاعمل شيئا وان الفن التشكيلي هو الاقرب للروح وبهذا سوف اعوض عن اعتزال الغناء فوقوف المبدع عن الابداع كتوقف الحياة


في معرضه التشكيلي مطرب يرسم في عمر الستين
حسين نعمة : الرسم انقذني من موت محقق!!
في صباح مليء بالاغاني التي راحت تتماوج على اغلفة الكتب في شارع المتنبي في جمعته المفعمة بالحياة، تلك الاغاني الصداحة بصوت مليء بالشجن والطرب، هو صوت المطرب العراقي الكبير حسين نعمة، فان كنت لا تدري.. سيستفزك المشهد، وانت كنت تدري، فقدماك ستدفعانك الى حيث مصدر الصوت الرئيسي، وحيث يقيم المطرب حسين نعمة معرضا تشكليليا!!، تلك هي المفاجأة، وسوف يبهرك المكان الذي يزخر بالالوان التي تزاحمت على اللوحات كما الافكار التي حملتها، كما الحضور الكبير الذي لم تسعه قاعة بيت المدى، وقد حمل المعرض الذي ضم (36) لوحة عنوانين الاول رئيسيا :(أغان صامتة) والثاني فرعيا : (مطرب يرسم في عمر الستين)، وهو المعرض الشخصي الثاني له.
بعد الافتتتاح.. كان حسين نعمة على موعد مع الحضور للحديث عن تجربته في الرسم، وعلى الرغم من اصراره على ان لا يتحدث عن نفسه مطربا او لايغني كونه جاء كفنان تشكيلي الا ان الحضور ابوا مغادرة المكان ان لم بسمعوا صوته معبرا صداحا، واعتذر لهم للتعب الذي يصيب صوته بسبب الجهد الذي بذله في تحضير المعرض، الا ان اعذاره لم تلق اذانا صاغية، مما جعله يضطر الى غناء مقاطع قصيرة من ثلاث اغنيات.
قدم الجلسة الحوارية وادارها الدكتور كاظم المقدادي الذي قال في مستهل تقديمه متسائلا : كيف نقيّم حسين نعمة كفنان تشكيلي؟، لكنه اجاب عنه بقوله : لا يمكن ان نقيم فنانا تشكيليا بحجم حسين نعمة المطرب، ثم اضاف : اعتقد ان حسين نعمة لو اقام معارض كثيرة ورسم لوحات كبيرة، وحتى لو وصلت لوحاته الى مستوى بيكاسو او فائق حسن او اسماعيل الشيخلي او اي فنان عراقي كبير، سيبقى حسين نعمة هو المطرب، وهي الحقيقة التي لاتزعج حسين نعمة، لست بناقد فني، ولكنني تجولت في المعرض ووجدت لونا جميلا، هو اللون (الجويتي / التركواز) ذلك اللون الشذري الجميل الذي كان غائبا، والذي كنا نتحسسه في لون الطيارات الورقية التي كنا نصنعها ونحن اطفال، اما وحدة الموضوع انا لا اتكلم عنها واتركها للنقاد التشكيليين او بعض الفنانين الموجودين، انه يتعامل مع اللون كما يتعامل مع الكلمة والنغم باحساس، ولكن السؤال هنا : هل نجد بين هذه اللوحات المميزة تشكيليا لوحة بمستوى اغنية (ياحريمة) مثلا الذي كتبها الشاعر الكبير ناظم السماوي والذي لحنها الفنان الكبير محمد جواد اموري؟، وهل نجد لوحة بمستوى اغنية (جاويني تدري الوكت وبوكاته غفلاوي؟، ثم علق : اعتقد ان حسين نعمة (باكنا غفلاوي)!!. 
ثم فسح المجال لحسين نعمة بالحديث عن تجربته في الفن التشكيلي الذي اعتذر كونه لا يجيد فن الكلام او الخطابة، وانه سيعبر بكلمات بسيطة وممكن ان ينسى ما اريد ان يقوله، لكنه قال : انا اعتبر اليوم ميلادا جديدا لي وعرسا كبيرا، ثم اضاف : كل جوانب الابداع ابتداءً من المسرح الى الشعر الى الموسيقى الى الفن التشكيلي وحتى احياناًَ في الاعمال الحرفية يوجد فن فالحلاق فنان والنجار فنان الاعلامي فنان والصحفي فنان، انا بدأت حياتي ومنذ مرحلة المدرسة الابتدائية أميل الى الموسيقى وارسم بعض التخطيطات، ولكن وانا في الصف الرابع الابتدائي وكنت محظوظاً.. ان بعض زملائي من الفنانين الذي هم الان على مستوى العراق والوطن العربي،وبعضهم وصل الى العالمية مثل المرحوم فايق السيد حسين، الفنان المبدع حسن عبد علوان والفنان كاظم ابراهيم والفنان حيدر جاسم والسنجري، كنا في صف واحد، كنا نرسم متقاربين ولكني صوتي كان احلى، ولا اريد ان اقول هذا!!، واتذكر ان حيدر جاسم وهو رسام افضل مني، كان يقول لي في (الفرصة) : اعطني صوتك واعطيك رسمي، فقلت له : لا أعطيك صوتي.
واضاف :  انا قدمت فنا رصينا واغنيات احترمت فيها مشاعر الناس وصوتي، واذكر كان في يوم ما اجتماع في الاذاعة مع المدير العام للاذاعة والتلفزيون لتصنيف الاصوات والمطربين، فنهض الفنان المبدع فاضل عواد وقال : (ان اجمل صوت هو صوت حسين نعمة، فهل من معترض؟ )، أنا مطرب.. صحيح، ولكن ظروفاً جعلتني ابتعد عن الغناء وامارس الصمت، فأحسسست اني ساموت وانا في الحياة، وان المبدع يجب ان يتواصل ويعطي، فقررت ان ابدأ مع الشعر، وكانت لديّ محاولات في كتابة الشعر، وحاولت ولكنني وجدته خطرا، وانا اعترف انه لولا الشعراء والملحنين لما قدمنا شيئا، ثم حاولت مع الرسم وانا اعرف ان العملية ليست سهلة وكنت مترددا، وبدأت وفشلت في بعض اللوحات، ولكن شجعني الكثير من الاصدقاء الفنانين ومنهم الدكتور كاظم نوير، الذي  قال لي : ياحسين.. ارسم بجرأة، فيك خامة جيدة، وهذه الكلمة اثرت في، وبدأت ارسم بجرأة وليس بعبثية، ثم خاطب الحضور : ولو كان رسمي غير موضوعي لما كنتم قربي الان.
 https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjcVfaNLMA80ZrEp21WNcnF3bwsmLtDUXkDtdBRMWah7y239V1hf4y6a6T8XWq5kgTNquwGqPEIBPVfhVJJXahT-5tQPOjDulf2Dt8kmTS9Gg7uHvJKbNql9kgOQl7W81pdsDG6deisEtaw/s1600/DSC08915.JPG
واستطرد : هناك صديق لي اسمه كامل الموسوي له فضل علي اذ استأجرلي غرفة في فندق قديم فيه شناشيل، استخدمتها (غاليري)، وكان النزلاء فيه من العمال البسطاء الذين لديهم عربات، وهؤلاء اضافوا لي شيئاً من هذا العطاء، واقولها للتاريخ ان الاستاذ كامل الموسوي كان يعطيني توجيهات فقط، وحاول مرة ان يمس اللوحة فقلت له : لا اريد ان تضيف نقطة، هو عملي وانا مسرور جدا بهذا العمل المتواضع.كما اشار حسين نعمة في حديثه قائلا : انا لستُ رساماً محترفاً، ولا اتجرأ ان اقول انني فنان كبير واقارن نفسي بالكبار العمالقة الذي هم انهر خالدة مثل دجلة والفرات، انا رجل  قررت ان اقوم بهذا العمل واكرر انه متواضع، ولكني ارسم احاسيسي، وانااخشى ان اكرر تجارب الاخرين،، انا أمت الى مخيلتي فقط، وهذا يكفي، انا رسمت.. وعسى ضارة نافعة لانني كنت ممنوعا من الغناء، المبدع الحقيقي اذا اغلق عليه باب، يفتح بابا اخر، وهناك اسماء كبيرة هي قدوة لي امثال جواد سليم، انا ما زلت في بداية الطريق، اشعر انني في الصف الرابع الابتدائي، مازلت مبتدئا، رسمت الجانب التجريدي لانه لا يقيدني قانون فيه، وفي المستقبل سأدرس اصول الرسم وقررت التواصل، وقال مازحا : فكما تعرفون انا عمري تحت الاربعين، ثم اضاف : ولكني لم اترك الغناء لانه يسري في عروقي ومع نبض قلبي، وانا لا اتعكز على اسمي في الفن التشكيلي الذي اتمنى ان لايسرقني من الموسيقى والغناء ولكنني ادين له بالفضل انه انقذني من موت محقق، رسمت وتجاوزت حالاتي النفسية والضغوطات التي مررت بها.
 كما تحدث حسين نعمة عن الالوان في لوحاته فقال : قضية اللون لها ارتباط بالبيئة، انا ابن مدينة الناصرية التي فيها (البسط) التراثية، والناصرية تحتوي على بساتين وحدائق وحين فتحت عينيّ على المدينة كانت قطعة من الدائق والورود، واذكر ان بعض النساء يجلبن سلالا فيها التكي (التوت) والورود، في قضية الورائة والدتي كان لها حس رهيب باللون، حين اشتري لها ثوبا تقول انها تريد لونه شذريا او بنفسجيا، وهذه الجينات ورثتها من امي وليس من ابي القصاب، وحتى صوت امي كان جميلا.
وفي الختام.. اصر الحضور على سماع صوت حسين نعمة، وحاول الهروب بالاعتذارات كي لا يتحول المعرض الى جلسة غنائية، لكنه لم يجد الا لن يرضخ مرغما، فغنى ثلاثة مقاطع من اغنياته اطربت الحضور فصفقوا له.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق