الثلاثاء، مارس 15، 2011

كامل الشناوي

  

    كامل الشناوى مع الإعلامية الشهيدة سلوى حجازى



كامل الشناوي




كامل الشناوى صحفى كبير ومعروف بالطبع وهو أيضا شاعر، تتجلى موهبته و قدرته الرائعة.. على الإمساك بروح لحظة معينة أو تصوير مشهد معين، وفى قصائده كلها كانت هناك دائما هذه القدرة على الإمساك باللحظة. وعادة نقول إن الصورة هى تثبيت للحظة.. و إن الصورة أمسكت بموقف عند لحظة معينة، وقبضت عليه وأبقته للزمن وللتاريخ... كامل الشناوى كانت لديه هذه القدرة: فإنه بالكلمات يرسم صوراً لمواقف معينة.. وإن هذه الكلمات وهذه الصورة تبقى فيما بعد، والعودة إليها يمكن جداً أن تكشف ظلالاً، وزوايا، وأن تكشف أضواء مما كان فى لحظة بعينها.. استطاع بحس وروح الشاعر أن يمسك بها.
ويشير محمد حسنين هيكل إلى أنه فى ذلك المقال يوم 22 يوليو 1952 :كان كامل يشعر بفداحة الموقف السياسى وبتردى المواقف وسقوط الرجال!.
ويقول كامل الشناوى فى مقاله إن مصر تبحث عن رجال.. لكنها تبحث: بين طائفة من الساسة تجاوزوا مرحلة الرجولة... وعبثا نحاول أن نعيدهم إلى هذه المرحلة..!.
ويقول إن مصر اليوم تبحث.. عن رجال بحق... وتنقب عن رجل:
رجل يستطيع أن ينهض بالعبء، ويواجه المسئولية، ويقدس العدالة، ويفرض سيادة القانون... يعرف كيف يقول كلمته ويقف، وكيف يقول كلمته ويمشي.
وإذا كان محمد حسنين هيكل فى هذه الحلقة حول اليوم السابق مباشرة على الثورة 22 يوليو 1952 قرأ فقرات من مقال لكامل الشناوى وأبياتا من شعره، فإننى بمطعالتى لنصوصه.. أختار اليوم فى المتبقى من هذه السطور بضعة نماذج من عباراته وتعبيراته، التى كلما قرأتها ازددت إعجابًا بلماحيتها البالغة والبليغة.. وودت أن يشاركنى القراء تأملها وهى كثيرة وكان يقول فى حضور أصدقائه، الأكثر ويعبر عن النفاذ الجميل من الرؤى دون تسجيل على ورق.
وقد وجدت فى فاتحة حديث الأستاذ هيكل هذا الأسبوع خير مناسبة.. لوقفة فى هذه الزاوية تشير بالتقدير، والاعتداد، تجاه شخص هو نسيج وحده، وهو ظاهرة إنسانية مميزة، عرفتها بلادنا فى القرن العشرين.
يكتب كامل الشناوى مثلا:
الذين يحيون هم الذين يريدون، وليست الإرادة رغبة عابرة، ولكنها عمل دائم مستمر.
وأقرأ واختار لكامل الشناوى مثلا:
لا يكفى لكى تكون إنساناً أن تحدد لك اتجاهاً وتقف فيه، بل يجب أن تتحرك فى الاتجاه الذى تختاره، فالحركة هى الحياة.
واختار له مثلا:
إننى لست كثيباً من الرمل تبدده حفنة من الهواء، ولكنى جبل لا أبالى العاصفة، بل أحتفى بها، وأحتضنها، وبدلاً من أن تزمجر فى الفضاء أجعلها تغنى من خلال صخوري!.
واختار له أيضًا:
نحن الذين تدور رؤوسنا طول النهار والليل: نحتاج إلى لحظة تتوقف فيها الرؤوس عن الدوران. نحتاج إلى الإنطلاق فى الفضاء، والارتماء فى أحضان شارع، أو مطعم، أو أى مكان عام!.
كما أقرأ لكامل الشناوي:
عشت عمرى محباً، رحيماً، رءوفاً. الحب والرحمة والرأفة هى مقومات نفسى إذا هدمتها فقد هدمت نفسي. إنها حافزى فى كل تصرف، وهدفى من كل عمل.


الأديب الكبير كامل الشناوي تمتاز قصائده بنوع خاص من الشموخ والجمال السامي الرفيع المستوى ، والحقيقة أني في بداية متابعتي لهذا الأديب الكبير كان أغلب قصائده لا أفهمها كاملة ، حيث تحتوي على كلمات صعبة وتركيبات معقدة نسبيا ، فمثلا في قصيدة أنت قلبي التي لحنها الموسيقار الكبير الأستاذ عبد الوهاب ، وغناها العندليب في فيلم معبودة الجماهير فإن بها بعض الكلمات فعلا صعبة بالنسبة للعامة من أمثالي ولكن حين علمت معنى الكلمات أيقنت أنها الكلمات المناسبة في المكان المناسب ، وأنه لن تخرج من تحت قلم أحد سوى كامل الشناوي ، وحينها أدركت لماذا تركوا هذه القصيدة بالذات لعبد الوهاب لكي يلحنها حيث مدى صعوبتها وتعقيدها ..
ومن القصائد الخرى الجميلة والخفيفة نوعا ما عن " أنت قلبي" أغنية حبيبها والتي أحفظها منذ كنت في الإعدادية لحبي لها وجمالها الكلي بداية من كامل الشناوي كاتبها ومحمد الموجي ملحنها ، وطبعا آداء العندليب الذي أبدع فيها ، ولذا فاسمحوا لي ان أعرضها هنا على أن تكون بداية لكل من يعرف قصيدة لهذا الأديب الكبير كامل الشناوي أن يعرضها لنا ولا يحرمنا من تراث هذا الهرم الفني الأدبي الثقافي الكبير ..
حبيبها
حبيبها .. لست وحدك حبيبها أنا. . حبيبها أنا قبلك ! !
وربما جئت بـعدك وربما كنت مثلك ! !
فلم تزل تلقاني وتستبــيح خداعى
بلهفــة فى اللقاء بــرجفة فى الوداع
بـــدمعة ليس فيها كالدمع . . إلا البريق
برعشـة هى نبض .. نبض بغير عروق حبيبها ، وروت لى ماكان منك ومنهم فهم كثير . . . ولكن لا شىء نعرف عنهم
وعانقتنى ، وألقت برأسها فوق كتفى
تباعدت وتـدانت كإصبعين بكفى
ويحقر الحب قلبى بالنار ، بالسكين
وهاتف يهتف بى
: حذار يامسكين
وسرت وحدى شريدًا محطم الخطوات
تهزنى أنفـــاسى تخيفنى لفتاتى
كهارب ليس يدرى من أين ، أو أين يمضى ؟
شك ! ضباب ! حطام ! بعضى يمزق بعضى سألت عقلى فأصغى وقال : لا ، لن تراهـــا
وقال قلبى : اراها ولن تحب سواها
ما أنت ياقلب قل لى ؟ أأنت لعنة حبى ؟!
أأنت نقمة ربى ؟ إلى مـتى .. إلى متى
أنت قلبى ؟
لا تكذبى


لا .. لا تكذبي إنى رأيتكما معا ودعى البكاء ... فقد كرهت الأدمعا ما أهون ادمع الجسور إذا جرى ... من عين كاذبة فأنكر وادعى ! ! **** إنى رأيتكما ... إنى سمعتكما عيناك فى عينيه ... فى شفتيه فى كفيه ... فى قدميه ويداك ضارعتان .. ترتعشان من لهف عليه ! **** تتحديان الشوق بالقبلات تلذعنى بسوطٍ من لهيب بالهمس ، بالآهات ، بالنظرات ، باللفتات ، بالصمت الرهيب ويشب فى قلبى حريق ... ويضيع من قدمى الطريق وتطل من رأسى الظنون تلومنى وتشد أذنى فلطالما باركت كذبك كله ولعنت ظنى **** ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقى إليك ؟ ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفاً عليك ؟أأقول هانت ؟ أأقول خانت ؟ أأقولها ؟ لو قلتها أشفى غليلى ياويلتى . . لا ، لن أقولها أنا ، فقولى . . **** لا تخجلى .. لا تفزعى منى .. فلست بثائر . . أنقذتنى من زيف أحلامى وغدر مشاعرى . . **** فرأيت أنك كنت لى قيدًا ... حرصت العمر ألا أكسره فكسرته ! ورأيت أنك كنت لى ذنباً ... سألت الله ألا يغفره فغفرته ! **** كونى . كما تبغين لكن لن تكونى . . فأنا صنعتك من هواى ، ومن جنونى .. ولقد برئت من الهوى ومن الجنون لا لا تكذبي .. لا تكذبي
أنت قلبي
أنت قلبى فلا تخف وأجب هل تحبها وإلى الان لم يزل نابضا فيك حبها لست قلبى أنا إذن انما أنت قلبها كيف يا قلبى ترتضى طعنه الغدر فى خشوع وتدارى جحودها فى رداء من الدموع لست قلبى وانما خنجر انت فى الضلوع او تدرى بما جرى او تدرى دمى جرى جذبتنى من الذرى ورمت بى الى الثرى أخذت يقظتى ولم تعطنى هدأه الكرى قدر احمق الخطى سحقت هامتى خطاه دمعتى ذاب جفنها بسمتى مالها شفاه صحوة الموت ما أرى أم أرى غفوة الحياه انا فى الظل اصطلى لفحه النار والهجير وضمير ى يشدنى لهوى ماله ضمير وإلى أين لا تسل فأنا أجهل المصير دمرتنى لأننى كنت يوما احبهاوإلى الآن لم يزل نابضا فيك حبها لست قلبى أنا إذن إنما أنت قلبها
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق