الجمعة، ديسمبر 05، 2014

مثلثات كاندنسكي



أن المثلث يثير إنفعالا حيا وذلك لأنه بحد ذاته كائن حي. والفنان يغتاله إذا استخدمه بصورة ميكانيكية وبدون وازع داخلي. أنه نفس الفنان الذي يذبح الديك أيضا.وهكذا إذا لم يكف اللون المفروز لخلق عمل فني، كذلك لا يكفي المثلث (المفروز). أنه قانون (التضاد) ثانية.على أي حال ينبغي أن لا ننسى قوة هذا المثلث المتواضع. فمعلوم إننا حين نرسم مثلثا على ورقة بيضاء ولو بخطوط رفيعة جدا، فأن البياض داخله يتبدل بالمقارنة مع البياض خارجه، كلاهما يصبحان لونين مختلفين، وبدون استخدام أي أصباغ. أن ذلك هو حقيقة فيزيائية ونفسية في الوقت نفسه. ومع تغير اللون يتغير (النطق الداخلي). وإذا أضفتم إلى هذا المثلث لونا آخر فقدر الانفعالات يزداد بتصاعد عددي. أنها ليس إضافة بل زيادة.
لونت مرة لوحة مكونة من مثلث واحد أحمر اللون محاط بشكل بسيط تماما، بألوان غير مرسومة "الحدود" (أي بدون أشكال ملونة) ولاحظت مرارا أن هذا التكوين (الفقير) يثير لدى المتفرج الذي لا يفهم التصوير الطلائعي انفعالات حية ومعقدة. ولم تكفني بلا شك، دائما، مثل هذه الوسائط المحدودة للغاية، فأنا أحب التكوينات المعقدة و (الغنية) وبالطبع يعتمد ذلك على هدف هذا التكوين أو ذاك.

كاندنسكي