الجمعة، أغسطس 10، 2012

نزوات بوهيمي اميدو مودلياني


... إلى كل إمرأة شجاعة
تستطيع أن تتحمل نزوات شاعر او فنان


اهداء مكتوب على طرف كتاب ...وعلى مغلف الكتاب لوحة لسيدة شبه عارية لمودليـــــاني

كم ألهمني ذلك الإهداء ، و فجر أفكارا كثيرة جعلها تحوم كالأشباح في رأسي ..
قرأت المقدمة ، و كان الكاتب يتحدث عن تلك " المرأة الهزيلة العارية التي ترتجف بردا و حزنا .. و شعرها الذي ينسدل على كتفها العارية ، يضم وجهها الصامت الذي ينحني في أسى عميق " و جد فيها ذلك النبل الفني و البشري و تمنى بأن يقابل صانعها .. عندها علمت أنه يتحدث عن غلاف

الكتاب .. فعدت بسرعة إليه ، و نظرت .. و جدت عالم آخر بالفعل ، و جدت أشياء كثيرة ، مشاعر ، و مكنونات ، و قد تجرأت و جمعت كل تلك المعاني عن الصورة في كلمة واحدة " الحياة " .
بالفعل . " الحياة ".. تلمست أطراف الغلاف و لم أجرؤ على تلمس المرأة البائسة المرسومة نفسها .. فقط كانت عيني تتأمل في صمت قدسي رهيب .. من قد يستطيع أن يجسد الحياة في خطوط رفيعة قليلة ، و ألوان جريئة هادئة طبيعية في نفس الوقت ؟ ... كلما أنظر لها ، وجهها ، و جسدها ، أشعر كأني أراها لأول مرة .. و تنتابني مشاعر اخرى جديدة بعيدة كل البعد عن مقدرتي في وصفها !كنت اتساءل ماهي مشاعرها وقد رسمها اجمل فنان في ذالك العصر رغم بوهيميته وعشوائيته ومزاجيته المتفردة .. وماهي مشاعره امام سيدة بائسة لاشيء مغري فيها غير جسد بلا روح